إن القيادة لا تعني الإخبار أو التدريس، بل هي اتخاذ زمام المبادرة فيما يتعلق بكيفية التفكير والشعور والتصرف بطريقة تشكل قدوة للآخرين وتساعدهم على التحسن. من الناحية النظرية، يعمل نموذج نظام التعاون على إزالة الحدود بين المهارات الناعمة والمهارات الصعبة، حيث تكمن قيمة أي موقف معين في المعرفة التطبيقية وعملية التعلم المستمر التي يتم إنشاؤها.
إن الوعي واليقظة بتطبيق المعرفة الجديدة باستمرار داخل الذات وفي إطار التعاون يخلق زخمًا للتقدم. هذه هي الديناميكية الرائدة للمبتكرين والمفكرين المتقدمين. إن القيام بما تم القيام به من قبل يعني اتباعه. إن القيادة الحقيقية تفتح آفاقًا جديدة وتجعل الجديد منطقيًا حتى يتمكن الآخرون من اتباعها.
إن معرفة المهارات السلوكية التي تخلق قيمة لنفسك أو لعملائك مفيدة، ولكن تطبيقها فعليًا هو المكان الذي يحدث فيه التغيير الإيجابي الحقيقي. إن الوعي بالعملية يعني أنك تستطيع تطوير قدرتك القيادية كمهارة تطبيقية، وهو ما يترجم إلى خلق وزيادة تأثيرك وتأثير المشروع، المقاس بالقيمة الاجتماعية. وهذا ليس مجرد خلق صورة علامة تجارية بالمعنى التقليدي للمصطلح، بل خلق منتج أو خدمة أصيلة حيث يتحدث التأثير عن نفسه في كيفية عمله ويبدو واضحًا للآخرين. لن تحتاج أبدًا إلى بيع مشروعك. إذا وجدت نفسك في هذا الموقف، فهذا يعني أنك تقدم نفسك بشكل غير كافٍ أو تتواصل مع الجمهور الخطأ حيث لا يوجد تطابق في الاهتمام.
إن نظام التعاون يأخذ التأمل الذاتي واليقظة كأمر مسلم به. وبدونهما لا يمكن أن يحدث التطور الشخصي. وباستخدام تسلسل هرمي من الكفاءات، يحدد النموذج قيمة وتأثير سلوكيات معينة. والقيادة هي جلب كل هذه السلوكيات الإيجابية إلى العمل طوال الوقت. ورغم أن هذا الأمر صعب في البداية، فإنه يصبح أسهل بكثير مع الممارسة. ومع التركيز على التقدم، فإن أي أفعال كانت تسبب الاحتكاك سرعان ما تصبح عادات قديمة وتصبح الكفاءات عادات جديدة، يتم تنفيذها تلقائيًا. إن أنماط التفكير هي عادات بقدر ما هي أفعال جسدية. ومع تقوية المسارات العصبية الجديدة، يتم تقليم المسارات التي لم تعد مستخدمة بواسطة الدماغ. وتزيد هذه العملية من الزخم وتسرع عملية التطوير وفي نهاية المطاف عملية خلق القيمة.
إن القيادة الحقيقية تأتي من إتقان هذا التدفق الكامل من خلق وتطبيق الحكمة التي تساعد نفسك والآخرين. وباستخدام الذكاء السلوكي، يمكنك تنفيذ هذه العملية بدقة وعن قصد.